0882027.com

كيف افرق بين الايفون الاصلي والتقليد

الرائد هذال بن جهيمان العتيبي

عمل بالحرس السعودي لمدة تقارب 18 عامًا، ولكنه استقال بدافع أن المرة لا يمكنه المجاهرة والمطالبة بالحق في الوقت الذي يتقاضى فيه راتبه من الحكومة. من الدعوة والتبليغ إلى المحتسبة لم يكن العتيبي سوى فرد معجب وناشط بجماعة الدعوة والتبليغ فترة شبابه بالستينات، ولكنه سرعان ما غير مساره، ليصبح مؤسسًا ورائدًا للسلفية المحتسبة أو الجهيمانية. بدأت قصة إنشاء الجماعة المحتسبة في العام 1966 عندما قام العتيبي برفقة كلّ من «سليمان بن شتيوي وناصر الحربي وسعد التميمي» بالذهاب للقاء مع العلامة ابن باز، ليعرضوا عليه أنهم رافضون للتمذهب والفرقة بين الجماعات السلفية وملزمون بالدعوة للعمل بكتاب الله وسنة نبيه محمد؛ وعليه، اقترحوا عليه إنشاء جماعة باسم «الجماعة السلفية». لم يرفض ابن باز تلك الفكرة بل قبل أن يكون المرشد والقائد لهم، وأضاف للاسم الذي اقترحوه «الجماعة السلفية» لفظ المحتسبة ليعلن آنذاك نشأة «الجماعة السلفية المحتسبة». تولى العتيبي مسئولية الرحلات بالسلفية المحتسبة. ولما كان العتيبي غير فصيح، ابتعد عن إلقاء الخطب والمواعظ في المساجد بالمدن الكبيرة للفروق بينه وبين خطباء تلك المساجد. رؤية المهدي المنتظر وتسييس الحركة طموح العتيبي كان أكبر بكثير من مجرد الدعوة؛ وعليه بدأ بزرع أفراد للتشكيك بشرعية آل سعود وأحقّيتهم في الحكم؛ الأمر الذي سبّب قطيعة بينه وبين ابن باز، وعمل العتيبي على تغذية فكرته تلك بنشر ما عرف باسم «الرسائل السبع» كمحاولة استباقية منه لمنع ظهور فتاوى ضده وضد حركته، عاملًا على نشرها بصورة موسعة لتأليب الرأي العام على آل سعود.

الرائد هذال بن جهيمان العتيبي

تلك الرسالة لا نقد فيها ولا شيء يذكر سوى الحتمية، الحتمية في الخلافة دون النظر إلى الواقع؛ أي العمل على استحضار الماضي دون التعرف على معطيات الحاضر. العملية إعصار وخلق العدو أجهزة المخابرات لا تعرف شيئًا عن الأفكار المتطرفة، ولكنها تدّعي محاربتها؛ففي الوقت الذي كان العتيبي يخطط لحادثة الحرم المكي كان القائم على جهاز المخابرات في المملكة العربية السعودية «تركي الفيصل» الذي وجد ضالته في العملية «إعصار» التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية لتسليح الميليشات المجاهدة ضد الشيوعيين في أفغانستان. فسمح الفيصل لكل من له ميول جهادية أو ينتوى العمل الجهادي لتفريغ طاقته في دولة الأفغان، حيث يشار إلى أن ابن لادن استشار الفيصل قبل ذهابه للحاق بركب الجهاد العالمي بدولة الأفغان. ومنذ أن انتهى المجاهدون العرب عامة والسعوديون خاصة من معركتهم مع السوفييت، وجدت الدولة السعودية نفسها في مأزق، ووجد الجهاز المخابراتي أنه على خطأ، فما مصير هؤلاء العائدون؟، هل يسمح لهم بالدخول للمملكة، أم ماذا؟. بدلًا من أن تحتضنهم الدول وتحاول السيطرة عليهم وإعادة تأهيلهم خلقت حالة من العداء تحول لعداء دائم، بسحب الجنسية عن ابن لادن وأتباعه، فتحول المجاهدون من موالين للسعودية إلى معادين لها، وأصبحت الأسرة الحاكمة في السعودية أسرة كافرة ليست من الإسلام في شيء ولا تسعى لتطبيق شرع الله، ولعل ما غذى تلك الفكرة أن هؤلاء الداعين لها هم من أبناء المملكة ومتعاونين مع النظام في مرحلة ما.

ما لم يعدم مع العتيبي تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًّا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريًا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. حقًا أعدم العتيبي في التاسع من فبراير من العام 1980، ولكن أفكاره حرمت على المقصلة، فظلت كتاباته ورسائله تنتشر وما زالت إلى يومنا هذا مرجعًا للجهاديين مُنظّرين وحركيين، فتأثير العتيبي الفعلي لم يكن بحادثة الحرم المكي، ولم يكن بفكرة المهدية أو الاحتساب، وإنما الأمر يرتبط بشكل كبير بفكرة الحاكمية والخلافة والبيعة والإمارة والطاعة. تلك المفاهيم التي استندت وتستند إليها الجماعات الجهادية في عصرنا هذا لإضفاء شرعية على أعمالهم وتحركاتهم، فالجميع يدّعي أن الأنظمة العربية ليست من الإسلام في شيء، وأنهم لا يهدفون إلى إقامة دين الله ورفع راية الشرعية عالية خفاقة، وبذلك الادعاء يرون الشرعية في الخروج عليهم ومحاربتهم. ما لم يعدم مع العتيبي هو الأفكار، والدول المعنية بذلك الأمر والمتضررة منه لا يعنيها محاربة الأفكار بقدر ما يعنيها محاربة ما ينتج عن تلك الأفكار من تيارات وجماعات، وما إن تقضي على أحدها تولد أخرى من رحم الفكرة، وتدور الدائرة مرة أخرى.

استعانت السعودية بقواتٍ فرنسيةٍ ومصريةٍ وأردنيةٍ بعد أن حصلوا على فتوى جواز الاستعانة بغير المسلمين (يقصدون الفرنسيين) في دخول المسجد الحرام وتحريره، وبعد أسبوعين وفي يوم الثلاثاء 14 محرّم 1400هـ الموافق 4 كانون الأول/ديسمبر 1979، قامت القوات المشتركة بتحرير الكعبة، وقتل محمّد القحطاني مع عشرات من مؤيّديه، والباقون تم إعدامهم بحد السيف، بمن فيهم جهيمان العتيبي يوم 21 صفر عام 1400 هـ الموافق 9 كانون الثاني/يناير 1980م. انتهت حركة جهيمان/القحطاني، ولكن لم تنتهِ أصداؤها، حاول الملك خالد بن عبد العزيز وقتها أن يغلق الباب على أية حركة تنوير، حتى لا يأتي مُتشدِّدٌ وهّابي آخر للقيام بحركةٍ مُماثلةٍ بنفس مُبرَّرات جهيمان، فقاموا بالهجوم على مصر بسبب اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979، رغم أنهم الأقرب للدولة الأميركية، ثم هاجموا الثورة الإسلامية في إيران، بعد أن فزعت من فكرة تصدير الثورة، فكان التحالف السعودي الأميركي السوفياتي في دفع "صدّام حسين" لخوض حرب الثمان سنوات ضد إيران. كما استغلّت الدولة السعودية الحرب الأفغانية ضدّ السوفيات، لتنقل معارك الوهّابيين السلفيين إلى خارج الديار، فقامت بتمويلِ وتجنيدِ شباب المسلمين من العالم وإرسالهم إلى أرض الجهاد كما وصفوا الحرب، وموّلت الشيوخ ليخطبوا في المسلمين بالجهاد من فوق المنابر ضد السوفيات الكفّار، وهي الحرب التي كان يقصدها وليّ العهد السعودي "محمّد بن سلمان"، عندما قال إن السعودية كانت تنفِّذ طلبات دولية لمُحاربة السوفيات، وكان من أجل انفراد أميركا لتكون القطب الأوحد في العالم، وهو ما حدث بالفعل، حتى العهد القريب، ولكن روسيا تعافت لتحل محل الاتحاد السوفياتي، ويكون لها تأثير على مُجريات الأمور في العالم، كما نرى اليوم، وكذلك إيران التي رغم الحصار الاقتصادي والسياسي طوال ثلاثة عقود، ولكنها خرجت من الحرب مع صدّام غير مدينة لأحد، وقادت محور المقاومة، وهو أمر أفزع الكيان الصهيوني والسعودية معاً، فعاد الأمر لمثلِ ما كانت الحال في حركةِ جهيمان والقحطاني، فتاوى التبرير وأموال مدفوعة بالمليارت لأميركا، وحرب في اليمن لا تنتهي، وتحالف مع الصهيونية، والأمر في النهاية ليس بتلك البساطة، فمن رَحم الحرب الأفغانية وُلِدَت جماعة "طالبان" ثم تنظيم "القاعدة" و"جبهة النصرة" و"داعش" و "بوكو حرام"، وغيرها من تنظيمات الإرهاب في كل أرجاء العالم، ووصلت التهديدات الإرهابية إلى الداخل الخليجي السعودي، والظروف الدولية ساعدتها في تمويل الإرهابيين في سوريا، ودفع ثمن غارات أميركا على الشام، فالسعودية التي استعانت بالفرنسيين لتحرير الكعبة المشرّفة من جهيمان واتباعه، هي نفسها التي استعانت بالأميركيين وغيرهم لتحرير الكويت وطرد "صدّام حسين" منها، وجميعه بفتاوى الشيوخ، وهي نفس الفتاوى اليوم التي تُبيح التعاون مع الكيان الصهيوني ضد سوريا أو إيران أو التحالف معها في الحرب ضد اليمن.

ما لم يُعدم مع جهيمان العتيبي – إضاءات

  1. طريقة عمل بوليرو كروشيه بالصور
  2. المساندة الفنية البحرية
  3. التخصصات المطلوبة في شركة الكهرباء
  4. مطعم سناك الطازج - البصرة
  5. تركيب الجبس بورد في السقف
  6. سعر ومواصفات iPhone XR ومميزات وعيوب - موبي سي

حقيقة الأمر كان هنالك أطراف أخرى تساعد العتيبي وعلى رأسها صحيفة «الطلعية» الكويتية ذات التوجه اليساري والتي أخذت على عاتقها طباعة منشورات العتيبي مقابل مبلغ مالي زهيد، وربما فهم مثل ذلك التصرف يعود إلى حالة العداء شيئًا ما التي نشبت بين اليساريين والمملكة العربية السعودية آنذاك. تطرّق العتيبي إلى ظاهرة «المهدية»، حيث اعتقاد المسلمين بأن كل مئة عام يأتي إمام مجدد يجدد للإمة الإسلامية دينها. تبدأ رحلته من الحرم المكي ثم يتوجه إلى العراق؛ وعليه حاول العتيبي إقناع صهره «زوج أختة» محمد القحطاني بأنه الإمام المنتظر «المهدي المنتظر» استنادًا لرؤية العتيبي للمهدي المنتظر الذي يحرر السعودية من آل سعود. الحرم المكي ونهاية بداية العتيبي ساد اعتقاد لدى المسلمين بأن المهدي المنتظر يكون اسمه على اسم النبي محمد واسم الأب على اسم أب النبي؛ عبد الله. وعليه كان الشخص المناسب آنذاك القطحاني «محمد بن عبد الله القحطاني» الذي تمكن العتيبي من زرع فكرة أنه المهدي في رأسه. ليلة العشرين من نوفمبر من العام 1979، دخل العتيبي إلى جانب أتباعه الحرم المكي حاملين نعوشًا للصلاة عليه صلاة الجنازة عقب صلاة الفجر. وبعد فروغ المصلّين من صلاة الفجر، أخذ العتيبي يعلن على الملأ أن المهدي المنتظر فرّ من أعدائه ولاذ بالحرم المكّي، معلنًا بيعته هو ورفاقه لصهره «القحطاني» وطالب عموم المصلين ببيعته.

لقد اعتبر جهيمان العتيبي ومَن معه أن عام 1400 هـ، هو بداية القرن الهجري الجديد، الذي سيبعث فيه الله رجلاً يُجدِّد به أمر الدين الإسلامي، حسب الحديث الذي ينسبوه إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، في ما رواه أبو داود: " إنَّ اللهَ يَبعثُ لهذِهِ الأُمَّةِ على رأْسِ كلِّ مِائةِ سنةٍ مَنْ يُجدِّدُ لها دِينَها"، واعتبروا أن الإمام المهدي المُنتَظر حسب روايات أهل السنّة إسمه "محمّد" واسم أبيه "عبد الله"، على صنو إسم الرسول الأعظم وإسم أبيه، وأنه سيولد ثم يخرج عند الكعبة بين الحجر والمقام فيُبايعه المسلمون جميعاً، وهو ليس الإمام الغائب المُنتَظر في زمن الغيبة "محمّد بن الحسن العسكري"، كما يرى الأخوة من شيعةِ أهلِ البيت، وبالتالي اعتقد جهيمان أن المهدي المُنتَظر هو المُجدِّد للقرنِ الخامسِ عشر الهجري، رغم التناقض بين المهدي والمُجدِّد، على أية حال اختار جهيمان العتيبي رجلاً من أصهاره إسمه "محمّد بن عبد الله القحطاني"، وقال العتيبي مُمسِكاً بميكروفون الكعبة: "أيها المسلمون في كل مكان من العالم، هذا هو محمّد بن عبد الله الإمام المهدي المُنتَظر، قوموا أيها الناس فبايعوه"، ومن الطبيعي أن يُبايعه بالإكراه المُحتجَزون داخل الحَرَم وهم بالآلاف، ومن الطبيعي أيضاً أن يصل صوت العتيبي إلى خارج المسجد الحرام ليسمعه أهل مكّة كلهم، وتصل أصداؤه إلى كل أرجاء العالم، وإلى القصور الملكية السعودية، التي لم تكن تتوقّع أو تُدرِك أن هناك مَن يجرؤ على احتلال أقدس بقاع المسلمين، ولكنه حدث بالفعل.

المصدر: الميادين نت 17 أيلول 2018 14:43 ارتبكت الحكومة السعودية، بسببِ الطلبات التي طلبها جهيمان والقحطاني، والتي من ضمنها تنازل الأسرة السعودية عن العرش، وتشكيل أهل حلّ وعقد لاختيار خليفة أو مَلك، وطرد كل غير المسلمين من أرض جزيرة العرب، وقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، وإعادة توزيع الثروة، وهي الطلبات المعلومة، ولكن لا يتحدّث أحد عنها حتى اليوم، نظراً للحساسية الشديدة التي ربما تُشكّك في شرعية ملوك السعودية، ومن ثم تمّ التعتيم على المطالب السياسية لجهيمان ومَن معه. تُعتَبر حركة جهيمان العتيبي من ضمن الحركات المنسيّة في تاريخ العرب والمسلمين الحديث، لا يذكرها أحدٌ ولا يتحدّث مثقّفٌ عربي عنها، وذلك تحت وطأة التعتيم السياسي والإعلامي عليها وغلق كافة أسرارها. نعود إليها، حيث تمرّ ذكرى أربعين عاماً بالتوقيتِ الهجري على حركةِ التمرّدِ ضدّ الأسرة السعودية واحتلال الحَرَم المكّي، ففي مثل هذه الأيام في فجرِ يومِ الأربعاء الموافق الأول من شهر محرّم الحرام عام 1400 هجرية، الموافق 20 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1979، حدثت حركة لم تكن مُتوقّعة عند أيّ مسلم، قام رجلٌ سعودي وهّابي إسمه جهيمان العتيبي ومعه ما يفوق عددهم المائتي رجل بالسيطرة على مداخل المسجد الحرام واحتلوا الكعبة المُشرَّفة، ومعهم أسلحة مُتنوّعة أدخلوها في توابيت الموتى، ليظنّ الناس أنها مليئة بالموتى، ولكنها أسلحة ومن خلالها، تم احتلال الكعبة، مُتّخذين دعاية دينية، لأسبابٍ سياسيةٍ، كما هي عادة الخوارج والمُستبدّين على السواء، وهي حركة تُعتَبر تكراراَ لما قام به الحجّاج الثقفي عندما هدم الكعبة وقتل "عبد الله بن الزبير" عام 72 هـ، ولكن الحجّاج كان حاكِماً، وجهيمان كان محكوماً، ولكن كل واحدٍ منهما استغلّ الكعبة للغَرَض السياسي، ولا نريد فتح الجِراح بقدر ما نريد أخذ العِبَر، خاصة إذا كانت تتعلّق بالكعبة المُشرَّفة بيت الله الحرام، ونؤكّد أن نقدنا للدور السعودي، ليس فيه تبرئة لجماعة جهيمان والقحطاني، والأصل هو منع التحالف السياسي مع الروح الدينية، لأن الدين يخسر والفساد السياسي يستشري.

الميادين | أربعون عاماً على احتلال جهيمان العتيبي الحرَم المكّي

كان العتيبي وإخوانه يريدون محاكاة المثال النبوي: الوحي، ثم الدعوة، ثم الاستيلاء على السلطة؛ لإسقاط الحكم، وإقامة المجتمع الإسلامي المتزمّت، الذي يحمي الإسلام من الكفار ويبغض الأجانب. جاءت تلك الكلمات على لسان «جوزيف ألبرت كيشيشيان» المؤرخ وعالم السياسة الأمريكي من أصل أرميني، كجزء من كتاب «حتى لا يعود جهيمان: حفريات أيديولوجية وملاحق وثائقية نادرة» لكلّ من «توماس هيغهامر وستيفان لاكروا». اليوم، هل عاد العتيبي من جديد؟، هل حراكه أعاد السعودية -بالفعل- للوهابية، أم أن العتيبي ماضٍ لن يتكرر بعد؟. نشأة جهيمان العتيبي ما بين مدينة ساجر التابعة لمحافظة الدوامي ومنطقة القصيم تأتي الاحتمالات حول ميلاد جيهمان بن محمد بن سيف الضان الحافي الروقي العتيبي، ليلة السادس عشر من سبتمبر من العام 1936م والموافق أول شهر رجب من العام 1355هـ. وكما تتضارب الأقاويل حول مكان ولادته تتضارب الأقاويل أيضًا حول مسيرته التعليمية، فالبعض يرى أنه دارس للفلسفة الدينية بجامعة أم القرى والبعض الآخر يرى أنه لم يكمل تعليمه وغادر التعليم في الصف الرابع، ولكن الشاهد الهام في بدايته أنه ينسب إلى قبيلة العتيبة التي سكنت هاجر وتعد من أبرز معاقل الإخوان البدو بالسعودية.

أُغلقت أبواب الحرم المكي على جموع من به، وأخذ القناصة يصطادون الحرس السعوديين. وما بين صدمة مخابراتية سعودية، ونزعة دينية تقف حائط صد ما بين التدخل ومحاربة قوات العتيبي بالحرم المكي، كان الموقف السعودي. صدرت فتوى تتيح للقوات السعودية بمحاربة العتيبي في الحرم. وبعدما سقط العديد من قوات الحرس السعودي والجيش والذي قدر بنحو 120 قتيلًا، تمكنت القوات السعودية من تحرير الحرم المكي، والقبض على العتيبي وأتباعه، ليصدر بعدها أكبر حكم بالإعدام في المملكة حيث بلغ عدد المحكوم عليهم بالإعدام 61 فردًا على رأسهم العتيبي. «رسالة الإمارة والبيعة والطاعة» من هذا الحديث يأتي الإسهام الأبرز والأكثر انتشارًا للعتيبي «رسالة الإمارة والبيعة والطاعة وحكم تلبيس الحكام على طلبة العلم والعامة» والتي تطرق فيها لنقاط عدة بداية من الخلافة على نهج النبي والبيعة الصحيحة، والطاعة، والخروج على الحاكم. انطلق العتيبي من نقطة الخلافة الصحيحة ليثبت أن الحكام المسلمين ليسوا على منهاج النبي مشيرًا إلى أنهم ليسوا من قريش، وليسوا مقيمين للدين، وأن بيعتهم قائمة على الجبر والاستبداد وليست على الاختيار؛ ومن ثم لا طاعة لهم. وبإثبات العتيبي لعدم شرعية الحكام المسلمين، نقل الشرعية له ولجماعته ومن ثم من خرج عليه يعد خارجًا على الملة ومخالفًا للإمام ووجب قتله.

فبالأمس كان لدينا جماعة الجهاد والتكفير والهجرة وأنصار العتيبي والقاعدة،.. إلخ. واليوم لدينا داعش ومواليه، وكل منهم قائم على عدم شرعية الحكام وعدم إقامتهم للدين الصحيح، استنادًا لقول نبي الإسلام محمد، ولا أحد ينظر إلى التطورات السياسية والاجتماعية التي طرأت على الأمة الإسلامية وإيضاح مدى إمكانية تحقيق الأحاديث والأقوال النبوية في إطارها من الناحية الشرعية. محمد مختار قنديل كاتب وباحث سياسي مصري متخصص في شؤون الإسلام السياسي، صدر له أكثر من كتاب ودراسة… الأكثر تفاعلاً

  1. امن المنشات القبول النهائي 1438
  2. المتجر الوطني بالدمام
  3. المستشفيات التي يشملها تأمين بوبا الرياض
  4. شات 16 مكتوب